السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اخوتي الاعزاء ما سأكتبه لكم ليس من الخيال و لكنها الحقيقة المعاشة و ما الاسماء المذكورة ليست الا أسماء مستعارة و هذا لتفادي المساس بحريات الاشخاص
هاهو زميلي و أخي السيد بارودي طبيب عام بمؤسسة استشفائية بترت يده اليسرى من الكتف لمرض اصابه و هو الان متزوج وله طفلين و هو يقود سيارته بطلاقة و يؤدي عمله بارتياح و كأن الله لم يخلق له الا يدا واحدة و مع هذا تراه سعيدا مرحا راضيا بما كتب الله
هذا زميل أخر يدعى الزوبير طبيب ايضا بنفس المؤسسة متكامل البنية الجسمية سليما لكن والله العظيم تراه دائما قانطا يائسا و كأنه حامل لكل هموم الدنيا بأكملها لا يأتي الى عمله في وقته تراه دائما سارحا في عالم اخر
السؤال يبقى مطروح ماهو السبب في سعادة بارودي الذي بترت كل يده اليسرى و ماسبب شقاوة الزوبير بالرغم من تكامله الجسماني مع العلم أن كليها مثقفان و حاملان لشهادة الدكتوراه في الطب؟
ايكون هذا تظاهرا و رياءا من بارودي حتى يظهر في الصورة المعتادة قبل بتر يده اليسرى؟
هل كآبة الزوبير بالرغم ما أعطاه الله من نعم تدل على انه غير قانع و راضي و يطمع الى أشياء أخرى في الدنيا ؟
استفسارات و تساؤلات تبقى غامضة و ان كانت سهلة ولكن تبقى دائما لغزا في نفسية كل واحد منهما لان الحقيقة لا يعلمها الا الله و المعنيان..... لكن هذا لا يمنع من أن ندخل معم في بحر من التفكير في تقلبات هذه الافكار
وعليه اقول لكم اخوتي بأننا كلنا خلق و ملك لله وحده و اليه نعود فهو المبدأ و كل الامر بيده ... و ما أسرع أن نتكيف مع واقعنا و ما أعجب أ ن نتأقلم مع وضعنا و حياتنا
تحياتي
